‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل
الأحد، 27 أبريل 2014

مشكلات فلسفية_3 مشكلة الفن زكريا إبراهيم

كلمات دلالية , تحميل كتب , كتب فلسفة , pdf , book , تحميل كتب , كتب فلسفة , فلسفة , زكريا إبراهيم
مشكلات فلسفية_3
مشكلة الفن
زكريا إبراهيم



مشكلات فلسفية_3 مشكلة الفن زكريا إبراهيم



نبذة المؤلف:
ربما كان من حق القارئ علىّ - قبل أن أدعه يقبل على قراءة هذا الكتيب الناقص في الفن - أن أجلس أمامه قليلا فوق كرسى الاعتراف! ولن أكون قد أرضيت ضميري العلمي لو أنني اقتصرت على القول بأنني دخيل على الفن ، وإنما لابد لي من أن أقر أيضا بأنني ترددت مرارا قبل أن اقتحم نفسي على ميدان الدراسات الفنية والجمالية. حقا إن الكثيرين ممن كتبوا في الفن لم يكونوا فنانين او مؤرخى فن. ولكن الدرس الأول الذي تعلمته من احتكاكي الطويل بجمهرة الفنانين ، هو التأني في الانتاج والتمرد على الرغبة العارمة في الإبداع والاقتصار على الاختلاف إلى مدرسة الفن الكبرى في صمت وتواضع وأناة.

مشكلات فلسفية_3 مشكلة الفن زكريا إبراهيم

أتمنى لكم قراءة ممتعة
http://united-dz.blogspot.com/
الأربعاء، 23 أبريل 2014

التحليل السلوكى للمخادعين فى دنيا البشر


التحليل السلوكى للمخادعين
فى دنيا البشر
علامات التوتر النفسى التى تظهر على وجة وجسد شخص ما قد تكون هى السبب الرئيسى فى إتخاذ إجراءات الحيطة والحذر منة. فأحيانا ما يستشعر الإنسان شيئآ تجاة من يحاولون خداعه، وهذا الشعور ما هو إلا قدرة غريزية فى الإنسان أو موجودة فى اللاوعى على قراءة لغة الجسم للمتعاملين معة والتى قد تفضح محاولات الخداع للوصول الى هدف أو مكسب غير مشروع.

على الفرد فى هذا الزمان أن يتبع أساليب التحليل السلوكى عند التعامل مع الآخر بالبحث عن ردود الأفعال الفسيولوجية والنفسية للآخرين المتعاملين معة لتفشى أساليب الخداع بين البشر وتدنى المعيار القيمى لكثيرين،... ومن معطيات التحليل السلوكى أنة عندما يكذب الفرد فإن ذلك يؤدى الى :

1. نوع من التوتر والضغط النفسى الداخلى، وهذا التوتر يؤدى الى تنشيط عصبى يدفع الجسم لتشغيل آليات القتال أو الهروب للجسم.

2. يزداد معدل ضربات القلب ويتصبب العرق، ويعاد توجية سير الدم والأنشطة الداخلية الأخرى بالجسم لزيادة كمية الإدرينالين فى الدم وكذا زيادة إنتاج كمية كرات الدم الحمراء فى الدم.

هذة التغيرات الداخلية تؤدى الى عدد من التصرفات الخارجية والمؤشرات التى تنبئ بأن الشخص محل التعامل يقع تحت ضغط نفسى، وهذا الأمر يمكن الفرد من إكتشاف التوتر العصبى الذى يتعرض لة المتعامل معة، على أن يراعى أن ردود الأفعال الإنسانية فى المواقف المختلفة قد تحدث نتيجة العديد من الأسباب وانة إذا ما ظهرت عدة مؤشرات مختلفة من السلوك المرئى فى وقت واحد قد يستخلص منها تعرض من يتم التعامل معة الى ضغط نفسى وتوتر عصبى قد يكشف من خلالة سلوك غير مشروع أو مخادعة للحصول على مكسب غير مشروع سواء فى مجال العمل أو فى مجال العلاقات الإنسانية على وجه العموم.

العامل الرئيسى فى إكتشاف المخادعة لا يتمثل فى مجرد ملاحظة التصرفات السلوكية المعينة، وإنما ملاحظتها من حيث خروجها عن المألوف. وقد يكون الخروج عن المألوف بدرجة زائدة وقد يكون بدرجة أقل بشكل لا يتلائم مع الموقف. هذا الإختلاف والتباين فى السلوك الإنسانى يكون بمثابة علامة على محاولة الخداع والسلوك غير المشروع عرفآ أو قانونآ. لذا، على الفرد عند إحساسة بالمخادعة من شخص ما، أن يوجة الية فى البداية أسئلة لاتضر يمكن للمسئول أن يجيب عنها بصدق ثم ينتقل الى توجية أسئلة تحتوى فى مضمونها على قدر من الإتهام فى المجال الذى يتعين فية على الشخص أن يكذب ويلاحظ ردود أفعالة السلوكية والشفهية التى سنتعرض لها بقليل من التفصيل لاحقآ.

أولآ: المؤشرات الصوتية أو الشفهية:

بالإضافة الى الأنواع المختلف من المؤشرات السلوكية (غير الشفهية) المتصلة بالتغيرلت فى ملامح الوجة وحركات مختلف الأطراف بالجسم، توجد هناك أيضآ عدة مظاهر تشير بأن هناك توترآ داخليآ يحدث لدى الفرد وأن هناك محاولة للخداع تتمثل فى ما يقولة الفرد والطريقة التى يقولة بها.

1. نبرة الصوت :


تعتبر نبرة الصوت أكثر دقة من تعبيرات الوجة أو لغة الجسم حيث لا يسمع الناس أصواتهم بنفس الطريقة التى يسمعها الآخرون، ومن ثم لا يدركون التغيرات الصوتية فى أصواتهم ولا يلاحظونها وكذا التغيرات التى تحدث فى الطريقة التى يقولون بها شيئآ ما وبالتالى هم أقل قدرة على التحكم فى أصواتهم.

عندما يكون الفرد تحت ضغط نفسى وهو يقوم بعمل غير مشروع عرفآ أو قانونآ فإن نغمة صوتة قد تكون أعلى من المعتاد وكذا قد تتغير نغمة الصوت فالخوف مثلآ قد يؤدى الى تغير نبرة الصوت فتصبح خشنة أو تصبح أكثر نعومة كمحاولة لخداع المتحدث الية وتهدئتة. فى كلتا الحالتين السابق الإشارة اليهما التغير فى نبرة الصوت هو المؤشرعلى حدوث توتر داخلى ينبئ عن إحتمالية كبيرة لمحاولة الخداع.

2. كمية أو معدل الكلام


كمية أو معدل الكلام من المؤشرات التى تثير الشك وتنبئ عن توتر المتحدث وأحتمالية محاولته خداع المتحدث الية. كما سبق أن ذكرنا ، ان الشخص لا يسمع صوتة كما يسمعة الآخرين وبالتالى عند توترة وحدوث ضغط نفسى لدية فإن نبرة صوتة قد تكون أعلى من المعتاد أو أقل لدرجة أن المستمع يصعب علية تحديد عباراتة خاصة عند توجية أسئلة الية.
فى حالة التوتر والرغبة فى سرعة إنهاء الحوار مع المتحدث الية يلاحظ الفرد ان معدل الكلام يتأثر إما بالزيادة وإما بالنقص، فعلى سبيل المثال يحاول الشخص ان يتكلم بسرعة عالية وقد يصاحب ذلك تقديم معلومات متفرقة لا تتصل مباشرة بموضوع الحديث، وفى حالات أخرى تنخفض سرعة الكلام لدى المتحدث ويتردد مرات كثيرة فى إجاباتة على الأسئلة لمحاولتة مراجعة الإجابات على الأسئلة قبل ان يقولها حتى يتأكد من تناسقها وإحكام عملية سردها. على أى الأحوال، فإن حالة التوتر الداخلى التى تصيب الأنسان قد تؤدى الى تغيير أسلوبة العادى فى الكلام ولتمييز محاولات الخداع فعلى الفرد الإهتمام بالطريقة التى يتحدث بها الفرد محل الإشتباة أكثر من إهتمامة بمضمون مايقال.

3. الخيوط الشفاهية أو الكلامية

من كلمات الشخص نفسة يمكن إكتشاف حالة التوتر الداخلى الى يواجهها، فمن المؤشرات الكلامية فى هذا الشأن إستخدام عبارات مثل ( بصدق ، بشرف ، لكى أكون صريحآ ) وذلك لتعبير الفرد عن مدى صدقة وصراحتة مع المتحدث الية.
ومن مجالات السلوك الشفهى او طريقة الكلام ما يعرف باصطلاح " ارتداء القناع " و المقصود بهذا الاصطلاح قيام الشخص بتقديم معلومات كثيرة لا تتصل بالموضوع او المبالغة فى كلامه او فى ردود أفعالة ووضع المتحدث الية دائمآ فى وضع الدفاع. ومن المؤشرات الشفاهية الاخرى أيضآ، (عندما يبدأ الشخص فى تغيير روايتة او كلامه فى خلال الحوار لتبرير سلوك معين تم إكتشافة )

ثانيآ : تعبيرات الوجه / ( نظرة وحركة العينين )

سواء التقت عينى الفرد مع الشخص محل الخداع ام لا تلتقيان اثناء التعامل ليس بالضرورة امرا يثير الشكوك . ففى كثير من الدول و المجتمعات يعتاد الافراد على ان ينظروا الى اسفل عندما يتحدثون الى آخرين خاصة الكبار فى السن أو فى المنصب. و فى مجتعات اخرى يشجع الاتصال المباشر بالعينين , ولاسيما بالنسبة للرجال.
المؤشر هنا للخداع هو انقطاع الاتصال البصرى, و الذى يحدث أن المتحدث الية قد يلحق به ضررا من اسئلة تحتاج الى اجابه زائفه او مضللة، فتحدث لدية التعبيرات فى اسلوب الاتصال بالعينين بشكل طبيعى عندما يوجه الانتباه الى شيىء معين ,على سبيل المثال توجية النظر الى أى شى موجود فى المكان, و لايجب ان يعتبر ذلك سلوكا مشكوكا فيه على إطلاقة عندما يحدث.

فى ظل الضغط النفسى الناتج عن الكذب تتسع حدقة عينى الشخص كجزء من استجابة الجسم لموقف " القتال / الهروب و هذا المؤشر الممتاز- بالرغم من انه يصعب ملاحظته- يعتبر اكثر وضوحا فى الاشخاص ذوى العيون الرمادية . ومن حركات العين الاخرى التى تبين وجود توتر أو ضغط نفسى الحركة السريعة للعينين , و هو ما يعتبر محاولة للهروب من موقف صعب .

التصرفات الاخرى – الوجه و الرأس

يعتبر الوجه من اكثر اجزاء الجسم تعبيرا عن احاسيس الشخص. و مع ذلك يعتبر فى نفس الوقت اسهل جزء يتحكم فيه الفرد . فالتغيرات يمكن ان تحدث بسرعة كبيرة، ومن الصعب قراءتها بسبب :

التكوين العضلى المركب للوجهولانه قد يعبر عن اكثر من احساس واحد فى نفس الوقت، وسرعة التعبير و القدرة على التعبير عن احساس زائف او غير حقيقى .

فعلى سبيل المثال يمكن ان تكون الابتسامة اما حقيقة او زائفة, .. ومن ثم لابد ان توضع فى اطار الموقف الذى يمر به الفرد و المؤشرات السلوكية الاخرى التى تلاحظ (التعبير عن مشاعر غير حقيقية او ردود الافعال الزائفة يعتبر نوعا اخر من ارتداء القناع ) و قد تكتشف تلك المؤشرات لانها تظهر فى الوقت غير المناسب , او لأن التعبير مستمر لفترة اطول من اللازم او يتكرر باستمرار او لانة مبالغ فيه .

ومن المؤشرات الأخرى لتعبيرات الوجه الدالة على الضغط النفسى أو التوتر العصبى:

الشد العضلى للشفتين، ميل الشخص للمسهما بلسانه، لون الوجه مؤشر هام أيضا, فشحوب الوجه أو حدوث تغيير فى لونه يكشف موقف " القتال / الهروب"وتقوس الحاجبين يمكن ان يكون علامة على التوتر العصبى والمفاجاة، والنبض الواضح للشريان الاورطى فى الرقبة، أو بروز الحنجرة يمكن ملاحظة فى حالات التوتر الحادة .

وحركة الرأس ووضعها فى حد ذاتها , ولاسيما حينما لا يكون الشخص منتبها الى ذلك , يمكن أن يكشف أيضا محاولات الخداع . واذا كانت الرأس مائلة على جانب واحد فان هذا الوضع يبين التعاون من ناحية الشخص وايمانه بما يقوله ويعبر عنه . وحركة الرأس من جانب لاخر تعتبر بمثابة تعبير عن نفس ما يقال . أما حركة الايماء بالرأس فتعنى الموافقة . وخفض الرأس وشد الذقن يمكن أن يعنى الانسحاب من موقف ينطوى على تهديد للشخص .

· والتثاؤب يمكن أن يكون ناتجا لا من الملل أو التعب فحسب وانما يمكن أن يكون أيضا نتيجة للقلق والتوتر العصبى .

· والعرق الواضح على الحاجبين والاجزاء الاخرى من الوجه يمكن أن يكون أيضا مؤشرا على العصبية والاجهاد النفسى .

ثالثا : حركات الجسم

ان دراسة مؤشرات الخداع تعتمد على حقيقة مفادها أن الجسم يكون عادة فى حالة توازن وعندما يحاول شخص ما الخداع تحدث زيادة فى درجة التوتر ، مما يجعل الشخص أقل اتزانا، وأم هناك حاجة لتقليل التوتر واستهلاك الطاقة التى ولدتها عملية تنشيط الية أو ميكانيزم " القتال / الهروب " . وأفضل طريقة لعمل ذلك هى الحركة الجسمانية .
ويمكن ان يتم ذلك بالحركات الطفيفة للوجه كما هو مبين أعلاه أو بحركات اكثر وضوحا لليدين والذراعين والرجلين والجسم . وفى بعض الحالات يسبب التوتر العصبى نوعا من انعدام التنسيق أو عدم الدقة فى الحركة .

1) وضع الجسم
ان وضع جسم الشخص يمكن أن يكون فى بعض الاحيان مؤشرا على السلوك، فاذا كان الجسم مائلا للامام فان ذلك يكون علامة على ان الشخص متوتر وجهز جسمة للرد، واذا كان جسم الشخص بعيدا عن الشخص الذى يتعامل معه فان ذلك يعبر عن رغبته فى وضع حد لهذا الاتصال. وقد يحدث ذلك لانه خائف من أن شيئا سوف يكتشف اذا استمر الاتصال لفترة طويلة أو لانه فى عجالة من امره.
ويمكن ان يكون تصلب الجسم او تشدده علامة على التوتر والخوف , بالاضافة الى كونه علامة على وجود صراع داخلى .

2) استخدام اليدين / الذراعين
يمكن أن يكون وضع اليدين والذراعين مؤشرا جيدا على التوتر والخداع . ففى حالات كثيرة لا يكون الشخص واعيا بكل ما يفعله بيديه وبما يعنى ذلك.

واستخدام اليدين للاشارة بعيدا عن الجسم اثناء الكلام علامة على أن الشخص يحاول تحويل الانتباه بعيدا عن نفسه وعن الموضوع الذى يتم مناقشته،/ ووضع اليدين بالقرب من الفم أثناء الكلام يمكن أن يكون علامة على الخوف من قول الصدق كما لو كانت اليد ستمنع الفم من الكلام،/ ولمس الفم أو حكه أثناء الكلام مؤشر أكيد على أن المتكلم لا يصدق ما يقوله وعلى أنه يحاول خداع المتحدث الية،/ والشخص الذى يلعب بشيئ مثل قطعة من المجوهرات او بشد ملابسه يكون فى حالة توتر , وربما فى حالة كذب،/ واحكام قبضة اليدين يشير الى حالة التوتر والعداء وعلى العكس من ذلك اذا كانت القبضتان مفتوحين ومكشوفتين فان الشخص عادة ما يكون صادقا فى ما يقوله،/ ومن الحركات الاخرى التى لا ترى بالضرورة خلال فترة الاتصال القصيرة والتى يمكن ان تحدث خلال عملية المقابلة الشخصية او الحوار الطويل , مثل تصفيف الشعر باليدين أو الهرش أو شد الاذن أو النقر بالاصابع . ويمكن أن ينتج كل ذلك من بدء الية " القتال / الهروب " عند الشخص , وتشير الى التوتر وربما الى محاولة الخداع .

3)الحركات الأخرى – الارجل والاقدام

تحدث حركات الارجل و القدم بمعدل اقل كمؤشرات سلوكية . ومع ذلك لان حركات الارجل و القدم كردود افعال تحدث بسرعة ابطأ و تكون اقل وضوحا فأنها تعتبر مؤشرات جيدة لآن معظم الناس يتوقعون انها ستكون ملحوظة.
و مؤشرات التوتر / الخداع فى هذا المجال تشمل:
· نقل من رجل الى اخرى
· و الضرب على الارض بالقدم
· تحريك القدم ببطء على الارض و شد الركبة و ثنيها .

الخلاصة

ان المؤشرات المتعددة التى تناولناها فى هذا الجزء ليست على سبيل الحصر. فإعداد قائمة كاملة بتلك المؤشرات أمر مستحيل لان هناك اختلافات كثيرة في سلوك الافراد . ومن ثم فإن تلك المؤشرات تغطي المجالات الرئيسية لمؤشرات الخداع . ولابد ان يكون المرء علي وعي بالموقف الذى ينطوى علي المقابلة بينة وبين الآخر وان يضع ردود فعله واستجاباته في اطار تلك المواجهة .

والمؤشرات لا تحدث فرادى، واذا لوحظ مؤشر واحد بمفرده فمن المرجح انه نتيجة لاسباب أخرى غير محاولة الخداع . وعندما نلاحظ تلك المؤشرات وهي تحدث في مجموعات فإن ذلك يعد دليلآ على الخداع

النقاط الهامة التى يجب تذكرها :

1- لاحظ التناقضات او أوجه التضارب فى السلوك الفرد وهل تتسق تصرفات الشخص مع كلامه .

2- ضع تصرفات الشخص فى اطار الموقف مع تذكر الاختلافات الثقافية الممكنة فى السلوك .

3- راقب المتعمل معة أثناء توجيه الأسئلة الية وأثناء اجابته عليها .

4- استمع الى الطريقة التى يجيب بها بنفس القدر الذى تستمع به لمضمون اجاباته فالتغييرات فى نبرة الصوت ودرجتة تحدث غالبا عندما يحاول الشخص الكذب او الخداع .

5- لاحظ المؤشرات التى تحدث فى مجموعات وانتبه لها . فالمؤشر الواحد الذى يحدث بمفرده سيكون ناتجا عن سبب أخر على الارجح .

6- ان حدوث التوتر / والضغط العصبى يؤدى الى حدوث تغييرات مماثلة فى الجسم وان اثار تلك التغييرات ومحاولة الجسم استعادة توازنه هوالذى يتسبب فى حدوث تلك المؤشرات .

الشخصية السيكوباثية ... السير دائما في الاتجاه المعاكس للمجتمع !

كلمات دلالية , تحليلات نفسية , الشخصيات في علم النفس , شخصيات ,
اندفاعية لا تحترم الآخرين.. خداعة، كذابة، عدوانية، همجية، لا تندم على الأخطاء


الشخصية السيكوباثية ... السير دائما في الاتجاه المعاكس للمجتمع !







ربما تكون الشخصية المضادة للمجتمع أو السيكوباثية كما كانت تُعرف بالتقسيمات الخاصة بالطب النفسي سابقاً ، هي أكثر أنواع اضطراب الشخصية التي تُثير الاهتمام ، نظراً لما لهذه الشخصية من تأثير على حياة عامة الناس.


الشخصية المضادة للمجتمع ، هي الشخصية التي تبدأ في التبلور من سن مبكرة قد يكون سن الطفولة أو بداية المراهقة ، و تكون عبارة عن أفعال مضادة للمجتمع سواء كانت سلوكيات إجرامية تتناسب مع العمر للشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب في الشخصية وتستمر في اختلال هذا الشخص في الحياة بوجهٍ عام ، حيث تؤثر على مختلف مناحي حياة هذا الشخص ، العملية ، الزوجية ، الاجتماعية ، الدراسية.


في بداية القرن التاسع عشر (عام 1801) قام أحد العلماء (فيليب بينيل) بوصف هذا النوع من الشخصيات بأنهم منُدفعون ، ليس لديهم مشاعر و يقومون بأفعال عديمة المسؤولية تصل إلى جرائم كبيرة مثل القتل ، ولكن نسبة ذكائهم وقدرتهم على الحكم على الأمور وقدراتهم العقلية و ذاكرتهم ليس بها أي مشكلة.


بعد ذلك تحدّث الكثير من العلماء والأطباء النفسيين عن اضطراب الشخصية السيكوباثية والذي سُمي فيما بعد باضطراب الشخصية المضاد للمجتمع.


ما كُتب في القرن التاسع عشر بعد ذلك كان مُشوشاً أكثر منه موضحاً لطبيعة اضطراب الشخصية السيكوباثية. فبعض العلماء ربطوا السلوكيات العدوانية والإجرامية للشخص الذي يُعاني من اضطراب الشخصية السيكوباثية ( الشخصية المضادة للمجتمع ) ، وكان أول شخص يستخدم مصطلح الشخصية السيكوباثية هو كوش (Koch) عام 1891م.


استمر يُطلق الشخصية السيكوباثية على هذا الاضطراب من اضطرابات الشخصية حتى فترة قريبة ، عندما تم تغيير التسمية إلى الشخصية المضادة للمجتمع.


الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب ، والذي يبدأ عنده عادةً في مرحلة الطفولة أو بداية المراهقة كما ذكرنا ، يكون في بداية حياته الدراسية مُسبباً لكثير من المشاكل مع زملائه وكذلك مع المعلمين. يكون الطالب كثير المشاكل ، مثل سلوكيات عدوانية تجاه زملائه الطلاب ويفتعل المشاكل مع المعلمين. يكون طالباً مشاغباً في الفصل ، وربما يكون مُهاب الجانب عند زملائه الطلاب ، وهذا قد يجعله محط إعجاب لبعض الطلبة ، وهذا يقوده للاستمراء و التمادي في مشاكله وسلوكياته العدوانية. هذا السلوك يختلف عن سلوك الطالب المشاغب العادي ، الذي يقوم ببعض السلوكيات غير المرغوب بها. هذا الطفل الذي لا يُعاني من اضطراب في شخصيته تكون سلوكياته محدودة ولا تستمر لفتراتٍ طويلة ، وينفع معه العقاب والتعاملات السلوكية فيصبح سلوكه مقبولاً و يتغيّر إلى الأفضل.


الطفل الذي يكون في بداية تكوين شخصيته المضادة للمجتمع ، لا ينفع معه العقاب ولا التعامل السلوكي بل يزيده تمادياً في سلوكياته العدوانية. بالطبع لا يمكن إطلاق صفة الشخص الذي يُعاني من اضطراب الشخصية ضد المجتمع من سن الطفولة لأنه لا يجوز تصنيف الطفل أو المراهق بأنه يُعاني من الاضطرابات الشخصية قبل سن الثامنة عشرة ، لكن يجب أخذ هذه السلوكيات من سن الطفولة والمراهقة خاصة بعد سن الخامسة عشرة إلى أن يصل إلى سن النضج وتتضح بصورةٍ أكثر سلوكياته في جميع مناحي حياته.


كيف تنتبه العائلة إلى أن ابنها لديه مشكلة اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.


في بداية حياته يكون الطفل كما ذكرنا لديه ميول عدوانية وتستمر هذه السلوكيات العدوانية لسنوات عديدة و يكون هناك تخريب لممتلكات عامة في المدرسة أو في الحي أو يعتدي على ممتلكات خاصة مما قد يُعرّضه لمشاكل مع المسؤولين في المدرسة أو مع الجهات الأمنية أو القانونية. كثيرا ما يتعاطى الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع المخدرات أو أحياناً يتاجرون في المخدرات مما قد يسبب لهم مشاكل كثيرة مع الأنظمة والقوانين و كثيراً ما يقضون فترات من حياتهم في السجون.


ليس هناك أسباب محددة لاضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ، و إن كان هناك بعض الدراسات تُشير إلى أن هناك دوراً للوراثة في هذا الأمر.


الجمعية الأمريكية للطب النفسي ، في تصنيفها الطبعة الرابعة ( المراجعة ) ، وضعت خصائص يجب توفّرها لكي يتم تشخيص المرء بأن يُعاني من الاضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ( الشخصية السيكوباثية):


1- أن يكون الشخص لدية عدم احترام للآخرين و حرياتهم والاعتداءات على الآخرين و يبدأ هذا من سن الخامسة عشرة ، ويُكون ذلك بوجود ثلاثة من الأمور التالية:


أ*.الفشل في التصرف بشكل طبيعي بالنسبة للسلوكيات المعتادة ، ويقوم المرء بأعمال تستوجب القاء القبض عليهم من قِبل السلطات الأمنية والقانونية.


ب*. القيام بخداع وكذب متكرر واستخدام هذه السلوكيات لمكاسب شخصية للفرد الذي يُعاني من هذا الاضطراب في الشخصية


ت*. الاندفاعية وعدم القدرة على السيطرة على السلوكيات الاندفاعية وعدم القدرة على التخطيط للمستقبل.


ث*.التوتر والعدوانية و يظهر ذلك في الاعتداءات البدنية المتكررة على الآخرين ومهاجمة الابرياء.


ج*.الهمجية وعدم التقيد بأنظمة الأمان للشخص نفسه وللآخرين.


ح*. عدم المسؤولية الدائمة والمستمرة للشخص ويظهر ذلك من خلال الفشل المتكرر في الاحتفاظ بعمل شريف أو الاحتفاط بعمليات مالية نزيهة.


خ*. عدم الندم على الأخطاء التي قام بها الشخص و يظهر ذلك جلياً في عدم اهتمامه بمشاعر الاشخاص الذين اعتدى عليهم أو أساء معاملتهم أو سرق منهم أغراضهم.


2- عمر الشخص على الأقل هو 18 عاماً.


3- هناك دلائل على مشاكل سلوكية شرسة قبل أن يصل إلى سن الخامسة عشرة.


4- السلوكيات العدوانية والأجرامية ليست نتيجة الأصابة بمرض الفُصام أو الاضطراب الوجداني ، خاصة نوبة الهوس.


نسبة الإصابة بهذا الاضطراب ( اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ) تصل إلى حوالي 3% بين الرجال و 1% بين النساء ، هذه الدراسة في المجتمع. في الدراسات في المستشفيات تتراوح النسبة ما بين 3% إلى 30%.


مآل الاضطراب هو أنه اضطراب مزمن ولكنه يخف مع الزمن والتقدم في العمر ، خاصة بعد عمر الخامسة والاربعين. ويخف كلما تقدّم الشخص في العمر ، ويقل السلوك الإجرامي مع التقدم في العمر ولا يقوم الشخص بعد تقدمه في العمر بأي جرائم كما يحدث عندما كان في سن الشباب ، ولكن قد يكون تورّط في قضايا وجرائم من سن مبكرة ، وربما أبقته في السجن لسنوات طويلة إذا أرتكب جريمة كبيرة فيبقى في السجن وهو في سنٍ متقدم.


الوراثة والإصابة بهذا الاضطراب في الشخصية تكون أكثر بين الأقارب من الدرجة الأولى مقارنة بعامة الناس ، حيث إن الإصابة بين اقارب المرأة التي تعاني من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع أعلى من أقارب الرجل المصاب باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع. أقارب الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية ربما يعانون من اضطرابات التجسد ( المعاناة من اضطرابات عضوية بسبب أسباب نفسية ) كذلك يمكن أن يكونوا أكثر قابلية لتعاطي المخدرات. داخل عائلة الرجل الذي يُعاني من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ( الشخصية السيكوباثية ) يكون هناك أستخدام أكثر للمخدرات و الأمور المتعلقة بتعاطي المخدرات.


يعاني الاشخاص الذين لديهم اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع من تضخم الذات، عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين ، يرون أنفسهم أعلى من العمل في الوظائف الوضيعة برغم عدم تعلّمهم أو حصولهم على أي شهادات. ليس لديهم واقعية في سلوكياتهم في الحياة ، ويستخدمون العنف لحل ما يعترضهم من مشاكل ، وليس لديهم تخطيط للمستقبل وحتى لو وضعوا خططاً للمستقبل فإنهم لا ينجحون في اتباع هذه الخطط المستقبلية. يتعاملون مع الآخرين بتعالٍ و يستخدمون العنف المُبالغ به لتحقيق أغراضهم من الآخرين. بعض هؤلاء الاشخاص الذين يُعانون من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ، يحاولون خداع الآخرين ويكونون في غاية اللطف ، الذي يصطنعونه و يتحدثون بلغةٍ راقية ، وبالفعل يستطيعون الكذب والخداع على من لا يعرف هذا الاضطراب ، وقد يخدعونهم في علميات نصب واحتيال مالية قد تكون في مبالغ كبيرة ، وليس بعيداً أن يستخدم مثل هؤلاء الأشخاص الذين يصطنعون اللطف والكياسة في بداية الأمر أن يستخدموا العنف لإكمال عمليات النصب والخداع التي بدأوا بها بهدوء و لطف ولكن طبيعتهم العنيفة لا يتخلون عنها. ونظراً لأنهم لا يحسون بالندم على أي أذى يُلحقونه بالآخرين فإنهم يستغلون طبيعتهم وما تطبّعوا عليه في تعاملهم مع الآخرين.


اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع يكون أكثر في الأوساط الاجتماعية الأكثر فقراً وفي المدن ، خاصة أواسط المدن المكتظة بالسكان.


خلال حياتي العملية ، اجد أن هؤلاء الاشخاص الذين يُعانون من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ( الشخصية السيكوباثية ) ، من أصعب الاشخاص الذين يتعامل معهم الطبيب النفسي ، حيث إنه لا يوجد علاج ناجع معهم ، اضافة أنهم قد يُشكلون خطراً على المعالج الذي يتعالجون عنده ، سواءً كان طبيباً نفسياً أو معالجاً نفسياً. للأسف لم تفد العلاجات النفسية بالأدوية ولا العلاجات النفسية بالعلاج النفسي ، سواءً كان التحليل النفسي ، حيث أجريت دراسة على شخص يُعاني من الشخصية المضادة للمجتمع لمدة سبع سنوات بعلاجه عن طريق التحليل النفسي ولكن في نهاية السبع سنوات لم يكن هناك أي تحسن يذكر في حالة هذا المريض. الأدوية تم تجريب أنواع كثير من مثبتات المزاج ولكن لم تكن هناك أي فائدة من استخدام هذه الأدوية ، لذلك فإنه من المُحبط للطبيب أو للمعالج النفسي أن يتعامل مع مثل هذه الحالات التي لا يُعالجها إلا الزمن .


قد يشعر بعض القراء بالإحباط من هذا الاضطراب ولكن هذه هي الحقيقة ، فمن نقاط ضعف الطب النفسي هو عدم إيجاد حل وعلاج لاضطرابات الشخصية على وجه العموم. ويُشكّل اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ( الشخصية السيكوباثية) واحداً من أكثر الصعوبات التي تواجه الأسرة والمجتمع نظراً لخطورة ما يقوم به الشخص الذي يُعاني من هذه الشخصية التي قد تُسبب مشاكل كثيرة للمجتمع وقبل ذلك للأسرة التي تعاني كثيراً من أحد أفرادها الذين يُعانون من هذا الاضطراب الصعب في الشخصية